كيف انتشرت صناعة الصابون الطبيعي؟

٥ ديسمبر ٢٠٢٤
Shnan
كيف انتشرت صناعة الصابون الطبيعي؟




بدأت صناعة الصابون الطبيعي في وقت مبكر من التاريخ الإنساني، مع البابليين الذين سكنوا العراق، بدأت تقريبًا سنة ٢٨٠٠ قبل الميلاد. وجد الآثاريون ألواحًا طينية نُقش عليها بالخط المسماري وصفٌ لطريقة خلط الزيوت الطبيعية مع رماد الخشب الذي كان يُمثل المادة القلوية التي تحوّل الزيوت إلى مادة صابونية. وقد يكون هذا التدوين الأول في التاريخ الذي يذكر صناعة الصابون الطبيعي.


مع بداية الحضارة الإسلامية عام ٦٠٠ ميلادي ونمو المجتمع الإسلامي، طوّر المسلمون هذه الصناعة واستخدموا زيت الزيتون مع بعض الزيوت الطبيعية الأخرى والنباتات العطرية، واشتهر في تلك الفترة استخدام الصابون في البيمارستانات -يُسمي المسلمون الأوائل المستشفى بيمارستان- يُستخدم باعتباره علاجًا للمشاكل الجلدية والرعاية الشخصية، لأنهم أدركوا قوّة الأثر العلاجي للزيوت الطبيعي على البشرة.


بعد ذلك ازدهرت هذه الصناعة في مدينة حلب على يد أمهر الحرفيين، واشتهر صابونها المصنوع من زيت الزيتون وزيت الغار وكانت حلب تنتج أجود أنواع الصابون الطبيعي في العالم !

ولمّا بدأت الحروب الصليبيّة أخذ الصليبيون من المسلمين عبر رحلة طويلة طريقة صناعة الصابون ونقلوه إلى أوروبا، ولأنّ مدينة مرسيليا في جنوب فرنسا كانت أهم مواني الصليبيين، فقد انتشرت فيها هذه الصناعة الطبيعية، وإلى اليوم يُصنع صابون مرسيليا بالوصفة القديمة لتي ابتكرها حرفيو حلب بزيت الزيتون وزيت الغار.


وبعد الثورة الصناعية في بريطانيا، صارت صناعة الصابون عملية غير طبيعية وتعتمد على الآلات والمعدات الصناعية، ودخلت فيها المواد الكيميائية التي تؤثر على البشرة وعلى صحة الإنسان عموماً.

وبسبب القدرة الانتاجية الكبيرة للآلات ورخص تكلفة الصابون التجاري مقابل قدرة الإنسان والتكلفة العالية للزيوت الطبيعية ذات الجودة العالية، تراجع دور الحرفيين وتراجعت صناعة الصابون الطبيعي، وانتشرت في الأسواق من تلك الفترة الصابون التجاري الكيميائي، وتراجعت معرفة الناس بالصابون الطبيعي !